نوال المتوكل (المغرب) – الفائزة بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز، أولمبياد لوس أنجلوس 1984



كانت حياة نوال المتوكل، الرائدة بكل ما في الكلمة من معنى، عبارة عن مجموعة من النجاحات الساحقة. بدأت القصة قبل أربعة عقود في لوس أنجلوس، عندما كانت تبلغ من العمر 22 عامًا، حيث تغلبت على كل المتسابقات في أول نهائي على الإطلاق لمسابقة عدو 400 متر حواجز للسيدات، لتصبح أول بطلة أولمبية مغربية وأول عربية وإفريقية ومسلمة تفوز بميدالية ذهبية أولمبية. “كرمز وطني ونموذج يحتذى به، استوعبت بسرعة القوة السحرية للرياضة وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات”، هكذا تؤكد نوال التي دفع انتصارها الملك الحسن الثاني، ملك المغرب، إلى إطلاق اسم “نوال” على جميع الفتيات اللواتي وُلدن يوم حصولها على الميدالية الذهبية تكريمًا لها. والأهم من ذلك أنها مهدت الطريق أمام مزيد من النساء العربيات لتحقيق النجاح الرياضي على الساحة العالمية.

ولكن كان هذا النصر مثل العسل المر بالنسبة لنوال التي تُوفِي والدها قبل أشهر قليلة من انطلاق أولمبياد 1984 إثر حادث مأساوي. تقول: “من المؤلم للغاية ألا أراه هناك ليشاركني تلك اللحظة الفريدة من الفرح والفخر”، وتردف: “كان لديه إيمان شديد بقدراتي، وكان دائمًا بجانبي لإرشادي في أوقات الشك وعدم اليقين”.

وكانت الميدالية الذهبية الأولمبية مجرد شرارة انطلق منها الأثر الكبير الذي تركته نوال في عالم الرياضة والمجتمع على حد سواء، رحلة نقلتها إلى المناصب العليا في الحكومة المغربية واللجنة الأولمبية الدولية. تقول: “شكلت الرياضة شخصيتي وعقليتي، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أستخدم الرياضة كأداة للدبلوماسية الإيجابية”. وشغلت نوال منصب نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقًا وهي الآن عضوة بالمجلس التنفيذي للجنة، بالإضافة إلى كونها سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وقد أصبحت من أقوى الشخصيات الرياضية على الساحة العالمية، ولطالما وُصفت بأنها ستكون أول رئيسة أنثى للجنة الأولمبية الدولية، وهو إنجاز رائد آخر يضاف إلى قائمة إنجازات البطلة المغربية الملهمة.

من أقوالها: “لقد استغرق الأمر 54 ثانية حتى تغيّرت حياتي تمامًا وفجأة أصبحت سفيرة الرياضة لملايين الفتيات في المغرب وخارجها. لقد تحوّلت من كوني رياضية عادية إلى بطلة، ومنذ ذلك الحين كرست نفسي لتعزيز قيم الرياضة والأولمبياد – الاحترام، والإيثار، وتقدير الذات، والثقة بالنفس، والعزيمة، والشغف، والتميز”.



نزهة بدوان (المغرب) – الفائزة بالميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز، أولمبياد سيدني 2000

رغم مرور 25 عامًا على دخول نزهة بدوان التاريخ كأول امرأة مغربية تفوز بلقب عالمي في ألعاب القوى، ما تزال صورها مرتدية أقراطًا حلقية وملتفة بعلم بلدها الأحمر والأخضر بعد نهائي سباق 400 متر حواجز بأثينا صورة أيقونية. وبعدها بأربع سنوات، حققت انتصارًا آخر في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2001 في إدمونتون. وكان أفضل إنجاز أولمبي حققته فوزها بميدالية برونزية في أولمبياد سيدني عام 2000، وكان إنجازًا يستحق إشادة مماثلة. وبعد صراعها مع مرض جعلها تشعر بأنها بـ”نصف إمكاناتها”، انتصرت المرأة المغربية القوية على أرضها لتفوز في نهاية السباق بميدالية غير متوقعة “تستحق وزنها ذهبًا”.

وقد واجهت خلال مسيرتها، التي قضتها في التغلب على العقبات حرفيًا، عقبات أخرى رمزية أيضًا. وتصف نزهة الإصابة المتكررة في العرقوب بأنها كانت “أكبر عقبة” حالت دون تكرار نجاحاتها في الأولمبياد وبطولة العالم، فقد تطلبت إصابتها تلك إجراء جراحة في كاحليها واحتاجت مرارًا إلى استغلال جميع مواردها للتعافي والعودة إلى مسيرتها. ومنذ تقاعدها من ألعاب القوى عام 2005، استمرت نزهة في تكريس حياتها للرياضة –لأن “شغفها بألعاب القوى لا يتوقف أبدًا”– وقد شغلت منصب رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع. وفي عام 2008، أطلقت سباق النصر النسوي في الرباط، والذي يشجع منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من النساء العربيات على ممارسة رياضة العدو.

من أقوالها: “المثابرة، والصبر، والتضحيات، والعمل الجاد على المدى الطويل هي أسرار نجاح أي رياضي كبير. ولكن بمجرد اعتلائك المنصة، وخصوصًا عندما تسمعين أصداء النشيد الوطني تتردد في أرجاء الملعب، فإنك حينها تنسين كل المعاناة التي تحملتها”. 

تعليقات