رغم مرور 25 عامًا على دخول نزهة بدوان التاريخ كأول امرأة مغربية تفوز بلقب عالمي في ألعاب القوى، ما تزال صورها مرتدية أقراطًا حلقية وملتفة بعلم بلدها الأحمر والأخضر بعد نهائي سباق 400 متر حواجز بأثينا صورة أيقونية. وبعدها بأربع سنوات، حققت انتصارًا آخر في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2001 في إدمونتون. وكان أفضل إنجاز أولمبي حققته فوزها بميدالية برونزية في أولمبياد سيدني عام 2000، وكان إنجازًا يستحق إشادة مماثلة. وبعد صراعها مع مرض جعلها تشعر بأنها بـ”نصف إمكاناتها”، انتصرت المرأة المغربية القوية على أرضها لتفوز في نهاية السباق بميدالية غير متوقعة “تستحق وزنها ذهبًا”.
وقد واجهت خلال مسيرتها، التي قضتها في التغلب على العقبات حرفيًا، عقبات أخرى رمزية أيضًا. وتصف نزهة الإصابة المتكررة في العرقوب بأنها كانت “أكبر عقبة” حالت دون تكرار نجاحاتها في الأولمبياد وبطولة العالم، فقد تطلبت إصابتها تلك إجراء جراحة في كاحليها واحتاجت مرارًا إلى استغلال جميع مواردها للتعافي والعودة إلى مسيرتها. ومنذ تقاعدها من ألعاب القوى عام 2005، استمرت نزهة في تكريس حياتها للرياضة –لأن “شغفها بألعاب القوى لا يتوقف أبدًا”– وقد شغلت منصب رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع. وفي عام 2008، أطلقت سباق النصر النسوي في الرباط، والذي يشجع منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من النساء العربيات على ممارسة رياضة العدو.
من أقوالها: “المثابرة، والصبر، والتضحيات، والعمل الجاد على المدى الطويل هي أسرار نجاح أي رياضي كبير. ولكن بمجرد اعتلائك المنصة، وخصوصًا عندما تسمعين أصداء النشيد الوطني تتردد في أرجاء الملعب، فإنك حينها تنسين كل المعاناة التي تحملتها”.
تعليقات